تنطِقُ ألسنتُنا كل يومٍ بمئاتِ الكلماتِ و العباراتِ ثم قَدْ لا يُلْقِي أحدُنا بالاً إلى ما فعلَت كلماتُهُ تلكَ في نفوسِ مَن سمِعها ، هل طيّبَتْ خاطِراً ؟
هل أحزَنَت قلباً ؟
هل أحيَتْ في صدرِ أحدهِمْ أمَلاً ؟؟

لأجلِ هذا ، أوْصَت جميعُ الأديانِ بمُراقبةِ الإنسان لأقوالهِ و بيّنت أهمّيةَ “الكلمةِ الطيّبةِ” فشبّهها القرآنُ بالشجرةِ التي تمتدُ فروعُها حتى السّماء في إشارةٍ إلى عَظيمِ أثَرِ كلماتنا و وصولِها إلى أبعد مما نظنُّ في نفوسِ مَن حولَنا.

إن اللّطفَ مع الآخرين يدلُّ على اتّزانٍ نفسي و سلامٍ داخليٍّ يعيشهُ الإنسان ثم يعكسُهُ خارجاً بالقول و بالفعل ، و لذلكَ نجدُ أنَ البيوتَ التي تنعمُ بالاستقرار يخرجُ منها إلى المجتمعِ أفرادٌ لُطفاء و دمِثُون ، لا يخرجُ من أفواهِهِم إلّا اللطيف ُ من الكلام.

إنّ بيوتّنا هي النّواةُ الأولى التي نستطيع من خلالِها أن نزرعّ في أولادِنا ما نُريدُ من القيمِ و المبادئِ ، و من هنا تأتي أهمّيّةُ حثِّ الصّغارِ و تشجيعِهم على مراعاةِ اللّطفِ مع من حولهم ، سواءً في محيطِ المنزِل بما فيه الإخوة ، أو في المدرسةِ مع أقرانِهم ، فمَن شَبَّ على شيءٍ شابَ عليه و لا شكّ إذاً أن الأشخاص الذين يُسعِدون مَن حولَهم بكلماتهم اللطيفة قد نشؤوا في كنفِ أبوينِ عزّزوا لديهم هذه القيمة الرائعة.

شاهدوا مع أطفالكم هذه الحلقةً المميزةً من مسلسل “آية و يوسُف” بعنوان Kind Words.