عندما يُسْأل الأهل عن أكثر الصّفات التي يرغَبونَ أن يتحلّى بها أبناؤهم فإن الإجابات غالباً تحتوي صفة : المسؤولية .
إنّها قيمةٌ تربويةٌ أساسيةٌ عرّفها عُلماء النفسِ تعريفات عديدة ذلكَ أنّها تحمِلُ أكثرَ من معنى واحد .
فلنتذكّر معاً ماذا يعني لِمَن حولكَ أن تكون فرداً مسؤولاً ؟
١– أن تكونَ شخصاً (يُعْتَمَدُ) عليه و يثقُ من حولهُ بجدّيّتِه في مختلف المواقف .
٢– أن تكون ملتزِماً بالعهود التي تقطعُها على نفسكَ و أمام الناس .
٣–أن تكونَ مسؤولاً عن تصرفاتك فتتحمّل عواقبها حتى النهاية .
٤–أن تكون فرداً مُساهِماً في إنجازات
عائلتك و مجتمعك .
بقراءةِ النّقاط التي سبقَت نُدرِكُ أنها ليست من النوعِ الذي قَد يُزرَعُ لدى الأولاد بين يومٍ و ليلة فلابُدَّ من تعويدِهم عليها منذ عمرٍ مبكّرٍ جداً ..
إنها دون شكٍّ تحتاجُ وقتاً و تدريباً من قِبَل الأهل في المنازل و المعلّمين في المدارس على حَدٍ سَواء .
فما هي إذاً أهمُّ النُّقاطِ التي يُوصي بها خبراءُ التّربية لزرعِ قيمةِ المسؤولية عند الصغار ؟
فلنستعرض معاً أربعةً من نصائحهم في هذا المجال :
١– لا تَقُوموا أبداً بإتمامِ أي مهمّةٍ كلّفتُم أطفالكم بها طالما أنهُم قادرون على إتمامها بأنفسهم، شجّعوهم على الاستمرار و كونوا بجانبهم حتى اللحظة الأخيرة من إنهاءِ العمل دون إعطاءِ خيارَ الإنسحاب في المنتصف مهما ظهرَ عليهم الملَل أو التأفُّف ، فإكمالُ الطفلِ لِما بدأ بهِ من مهمّات سيخلقُ منه فرداً مسؤولاً عن كل عمَلٍ يوكَلُ إليه حتى النهاية و هذا مفتاحٌ من مفاتيح النجاح في الحياة .
في الحلقةِ السابعة من ((آية و يوسُف ))
نُشاهد محاولات يوسف لتسلّق قضبان اللّعب ، و بعد إخفاقهِ عدةَ مرّات تقترب منهُ الجدَّة لتقوّي من عزيمته و تبعد عنه فكرةَ الإستسلام فاليأسُ و الملَلُ في منتصف الطريقِ كَفيلانِ بتقويضِ أي نجاح.
٢– لا تبخَلوا بالمديح .
يُحب الأطفالِ تماماً كما الكبار أن يُثنى عليهم ، و أن يُمدَحوا على إنجازاتهم فأغدِقوا عليهم بكلمات الثناء كلما تصرّفوا بشكل مسؤول ،و حدّدوا بكلماتٍ “واضحةٍ“سبب ثنائكِم عليه :
” كم أحببتُ طريقةَ ترتيبكَ للألعاب في الغرفة ، لن أقلق بعد الآن إذا رأيتُ أغراضك مرميّةً فأنا أعلمُ أنكَ ستُرتبها بعد الإنتهاء من اللعب !”
كلماتٌ كهذه تخلقُ شعوراً إيجابياً بالمسؤولية لدى الصغار و تشجّعهُم على تكرار ما فعلَوه بعدما اكتسبوا ثقة من حولهم .
٣– لتنشئة أفرادٍ مُساهمين و فعّالين في المجتمع ، تأكدوا من إشراكِ الأولاد بأيّ مهمةٍ حين تقوم العائلةٍ بنشاطٍ ما.
فمثلاً حين ينقل الإخوةُ الأكبر الصحونَ إلى غرفةِ الطعام اطلبوا منَ ابنكم/ابنتكم أن يُشارك معهم في ذلك ، و حدّدوا الدورَ بوضوح :
“هم سيحملون الصحون و الأكواب و أنتَ/أنتِ “مسؤولٌ” عن حمل الملاعق و الخبز .”
و الهدفُ هنا أن لا يعتاد الطفلُ الجلوسَ حينما يكون مَن حولَه مُنشغلين في مهمةٍ ما ، فالمسؤولية تعني أن يشاركَ الصّغارُ في أي جزءٍ يُناسب قدراتهِم .
٤– و أخيراً ، لا ننسى أن أبناءنا يتعلّمُون أوّلاً بالقدوة ، فلنعطِهم أمثلةً حيّةً على التصرف بمسؤوليّة بشكل يوميّ لكي يتَمثّلوا صِفاتنا و قيمَنا الصالحة عند الكِبَر .
يقول مايكل كوردا :
” الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم تكمن في قدرتهم على تحمل المسؤولية “
من أجلِ ذلك حرصنا في “آية أنيميشنز ” على تقديم فكرة “المسؤولية” ضمن مواقف متعددة خلال المسلسل ، بدايةً بمشهد الجدّ طالباً من أحفاده العناية بساعتهِ و تحميلهم مسؤوليةَ العناية بها ، و انتهاءً بالمشاهد الكثيرة التي نرى فيها آية و يوسُف يعتنيان بالحيوانات و يتعاملان مع البيئة بحسٍّ عالٍ من المسؤولية كما في الحلقة الرابعة : “لا تسرفوا” .