.كاث كيدستون .. قصةُ كِفاحٍ و نجاح

يقولُ مصطفى السّباعي :

“اتخذ من الفشل سلما للنجاح ومن الهزيمة طريقا الى النصر ومن المرض فرصة للعبادة ومن الفقر وسيلة الى الكفاح ومن الآلام باباً الى الخلود ومن الظلم حافزا للتحرر ومن القيد باعثا على الانطلاق.”

كلماتٌ مُلهِمةٌ ذكّرتني بمسيرةِ حياة السيدة الانكليزية : كاثرين كيدستون .

ولدَت كاثرين في لندن و عانت في مقتبلِ شبابها من رؤية والدَيها مريضين حيث أُصيبا بالسرطان في عُمَر مبكّر .. لم تجعل تلك المحنة منها إنسانةً حزينة ً بل واجَهت تلكَ المرحلة الصعبة بشجاعةٍ فكانت ترى الجانب المُشرقَ من كل ما يواجهها في الحياة .

كانت كاثرين تُطيلُ النظرَ الى الزهورِ الجميلة التي ياتي بها الزّوّارُ إلى أبويها فتستلهِمُ منها رسوماتٍ بهيجةَ الألوان ! و بدأت ترسمُ تلكَ الزهور على الأكواب و أواني المطبخ و بدأت فعلاً تفكّر ببيعها بعد أن عبّر لها العشرات عن إعجابهم الشديد بموهبتها ..

و لكن  في تلكَ المرحلة مرضت هي أيضاً ! و توفّي والدُها عندما كان عمرها تسعة عشر عاماً فقط ..

 خاضت كاثرين مع السرطان  تجربة ًصعبةً و لكنّ  وقوفَها بحزمٍ أمام الصعوبات جعلها تنهضُ من جديد ، و تتعافى تماماً ..

و ممّا لا يعرفُه الكثيرون أنها عملَت في ١٥ مجالاً متواضعاً قبل أن تفتحَ أوّل متجرٍ لها ! فقد عملت  كعاملة نظافةٍ في عدةِ منازل  ، ثمّ موظفةً في شركة  لورا آشلي ، ثمّ  في معمل للشوكولا  و مضيفةً في متجر للهدايا و غير ذلكَ من المِهن المختلفةِ و ذلكَ يدلّنا و يخبرنا الكثير عن إنسانةٍ صبورةٍ و مكافحةٍ لم يوقِفْها عن السّعي شيء ..

  افتتحت كاثرين أوّل دكّان لها في منطقةِ هولاند بارك حيثُ بدأت ببيعِ الأكوابِ و الملاعِقِ و الأطباق المُزدانةِ  بأجمل رسوماتِ الورود .

لم يتوقّف حلُمها هنا فقد توسّعت بمشروعها و بدأت تفتتح المتاجر واحداً تِلوَ الآخر بسعيٍ دؤوب و مثابرةٍ لا تهزّها المصاعب .. و في عام ٢٠١١ كان عدد متاجر” كاث كيدستون” واحداً و أربعين متجراً حولَ بريطانيا !

فلنقرأ معاً كلماتٍ مُلْهِمةً قالتها كيدستون كُخلاصَةٍ لما مرّت به في حياتها :

” أنتَ قَويٌ أكثر و مكافِحٌ أكثر مما تَظنّ ! فقط ركّز على الهدف الذي أمامك “

إنَ الإطّلاع على قصصِ النجاح التي سبَقها الكثير من المصاعب يبعث فينا الأمل من جديد و يؤكد على أهمّيّة قيمةِ “المثابرة ” و ضرورةِ تعزيزها في نفوس أطفالنا الصّغار لكي يكونوا مستعدّين تماماً لخوضِ تجارب الحياةِ المختلفةٍ بشجاعةٍ و ثباتِ إلى أن يُحقّقوا أحلامَهم و يَصِلوا إلى شواطئ النجاحِ سالِمين ..

شاهِدوا مع أطفالِكم حلقةَ : “حيّ على الفَلاح ” حيثُ تتجلّى قيمةُ المثابرةِ في عدةِ مواقف خلال الحلقة :

https://ayaanimations.com/watch-aya-yusuf/episode-6-strive-to-succeed/